محمد حمزة «شاعر العمالقة».. حكاية أسرع أغنية مع العندليب

عبد الحليم حافظ مع الشاعر محمد حمزة
عبد الحليم حافظ مع الشاعر محمد حمزة

كتبت نجلاء اسماعيل 

اشتهر الشاعر الغنائي الكبير محمد حمزة بقدرته الفائقة على كتابة الأغاني التي ستظل محفورة في أذهان الجماهير، كان صاحب موهبة صادقه واصيلة، كلماته واشعاره العاطفية شكلت وجدان المستمع المصري والعربي، غنى كلماته نجوم الغناء عبدالحليم حافظ، نجاة، وردة، شادية، فايرة احمد، محرم فؤاد، وغيرهم من أصحاب الأصوات الرائعة، كان شاعراً عميقا وانسان بسيطا قال كلمته بنفس البساطة الرائعة التي يعيش بها لا يهمه الكلام الكبير الذي لا معنى له على الإطلاق، قدم العديد من الأغنيات التي خطفت قلوب الجماهير ولكنه رحل عن عالمنا وترك الكثير من الشعر الغنائي.

نرصد في ذكراه أهم وأبرز محطات حياة الشاعر الغنائي الكبير محمد حمزة.

بداية رحلته مع الشعر الغنائي 

بدأت رحلة الشاعر الكبير محمد حمزة مع الشعر الغنائي حيث كان يكتب ويعرض ما يكتبه على بعض أصدقائه دون أن يعرف كيفية الوصول إلى كبار المطربين ، وذات يوم أخذه صديقه« ناصر حسين » إلى كروان الشرق فايزة أحمد صاحبة أجمل صوت نسائي في عالم الغناء العربي بعد أم كلثوم فعرض عليها الشاعر محمد حمزة كلمات اغنية « رشوا الورد مع الياسمين » فأعجبت بها وغنتها ثم قدم لها اغنية 

« أؤمر يا قمر » فغنتها وهكذا تم تقديم الشاعر الكبير محمد حمزة إلى الوسط الغنائي عن طريق الفنانة فايزة احمد ثم تبناه بليغ حمدى.

رحلة محمد حمزة مع عبدالحليم حافظ 

كانت البداية عندما كتب الشاعر محمد حمزة مطلع أغنية «سواح » وكان بليغ حمدى قد لحنه وعندما ذهب إليه عبدالحليم حافظ قال له ايه الجديد معاك فقال له بليغ حمدي معاى «سواح » وعندما سمعها عبدالحليم حافظ كاد يجن على حد قول بليغ حمدي وبعدها قال هات لي المؤلف الآن ومن تحت الارض وفي ذلك الوقت لم يكن للشاعر محمد حمزة عنوان ولا تليفون« فداخوا » عليه خمسة أيام وبعد ما التقي به كتب له الأغنية في ليلة واحدة وهي أسرع أغنية كتبها له ومن هنا كانت البداية، فقدم له أكثر من ٢٥ أغنية مثل « سواح، نبتدى منين الحكاية، جانا الهوى، حاول تفتكرني، موعود، مداح القمر، الفدائى» ومن أهم السمات التي ميزت الشاعر محمد حمزة أنه يميل كثيرا إلى الفلكلور وكان عبدالحليم حافظ يتعامل مع الشاعر محمد حمزة بطريقة تختلف عن تعامله مع أى شاعر أخر فعندما يكلفه بكتابة الأغنية أو عندما يهمس بليغ حمدى في أذن عبدالحليم حافظ بأن محمد حمزة لديه مطلع حلو حتى يصدر الأمر لحمزة بألا يغادر غرفة مكتب عبدالحليم حافظ حتى ينتهي من الأغنية، وكان عبدالحليم يعدل كثيرا فيما يكتبه محمد حمزة او يهدمه تماماً وكان بليغ حمدى يفعل ذلك أيضا وكان محمد حمزة يستسلم ليعيد ما كتبه بطريقة أخرى.

مواقف إنسانية لعبد الحليم مع محمد حمزة 

كان ابن الشاعر محمد حمزة يجري عملية في لندن وأيضا كان عبدالحليم حافظ في رحلة علاج هناك وعندما علم بوجود ابن الشاعر محمد حمزة نزل من المستشفى المتواجد بها إلى مستشفى ابن الشاعر محمد حمزة لكى يطمئن عليه وهذه لمسة منه

حياة الشاعر الكبير محمد حمزة 

ولد الشاعر الكبير محمد حمزة في ٢٠ يونيو ١٩٤٠ في مركز العدوة بمحافظة المنيا قضى بها عامين بحكم عمل والده فى السكة الحديد ، وبعدها انتقل الى سوهاج ومنها إلى القاهرة حيث التحق بمدرسة بمياقادن ثم التحق بالمدرسة الخديوية وبعدها كلية الآداب قسم فلسفة ، بدأ حياته العملية صحفياً في مجلة روزاليوسف ومجلة صباح الخير.

زواج الشاعر الكبير محمد حمزة 

كان متزوج من الإعلامية فاطمة مختار وهنا تقول فاطمة مختار مذيعة التليفزيون المتميزة عن زوجها الشاعر محمد حمزة أنها متزوجة اثنين في شخص واحد شخص طيب وهادئ في اللحظات العادية وشخص قلق ومتوتر وشكاك لحظات الابداع، كانت فاكرة إن لحظة الإبداع عند الشاعر أنه يقعد على مكتب وينسى الناس ويعيش مع نفسه حتى ينتهي من العمل لكن هى وزوجها كان حاجة تانية ، كان لازم يختلق خناقة كبيرة بينه وبينها واختلاق مواقف ومشاكل ليست لها علاقة بالصحة ، المهم يجعلها تصل إلى درجة البكاء والزعل ثم يبدأ هو في الكتابة وخاصة الأغنيات الحزينة وبعد ما ينتهي من كتابة الأغنية يبدأ في مصالحتها والاعتذار عما قال لها ويتحول لشخص أخر وزوج مثالى، وهذه المواقف كانت تتكرر عند كتابة اغنية جديدة.

 

أعمال الشاعر الكبير محمد حمزة 

 

قدم الشاعر الكبير محمد حمزة العديد من الأغنيات من بينها ٣٧للعندليب عبد الحليم حافظ، من أشهرها «مداح القمر» و«موعود»، و«سواح»، و«زي الهوى»، و«أي دمعة حزن لا»، كما غنى له عشرات الفنانين من مصر والوطن العربي، كان آخرهم كاظم الساهر وسميرة سعيد.

 

كما كتب «حكايتي مع الزمن» لوردة الجزائرية، و"يا حبيبتي يا مصر لشادية"، و«عيون بهية» أجمل ما غنى محمد العزبي، كما كتب لأصاله نصري «سامحتك».

 

وفاة الشاعر الكبير محمد حمزة 

 

عاش الشاعر الغنائي الكبير محمد حمزة في هدوء ورحل في صمت بعد صراع طويل مع المرض وأثر اصابته بجلطة في المخ دخل بعدها إلى العناية المركزة بمستشفى الشروق بالمهندسين حتى فارق الحياة يوم الجمعة ١٨ يونيو ٢٠١٠